كان تعيين اللواء محسن حفظي أحد قيادات الشرطة محافظاً للدقهلية برغم اعتراض كل القوي السياسية دلالة بأن رياح التغيير التي أحدثتها ثورة الخامس والعشرين من يناير قد تم تأجيل وصولها للمحافظة إلى إشعار آخر..!
فالرجل لم يألو جهدا منذ توليه المسئولية في أن يثبت في كل مواقفه أنه أحد رجال النظام السابق وأنه بعيد كل البعد عما يسمي بالمساواة أو أن الكل سواء أمام القانون، والأدهى أنه لا يشعر بما تمر به مصر من أزمات طائفية تفرض عليه أن يتفادى كل ما يزكي اشتعال تلك الأزمات خاصة في ظل تلك الأجواء الملتهبة ..!
فحين يصدر وزير التربية والتعليم قراره رقم 75 بتاريخ الثاني من شهر مارس الماضي بتثبيت المعلمين المتعاقدين والمعلمين بالحصة “من حملة المؤهلات العليا” والقائمين بخدمة العملية التعليمية “من حملة المؤهلات المتوسطة وفوق المتوسطة” ممن أمضي على عملهم ثلاث سنوات فأكثر، فإن هذا يعني تطبيق هذا القرار على جميع من تتوافر فيه الشروط بغض النظر عن ديانته أو انتمائه السياسي خاصة وأن وزير المالية وافق على تدبير الموارد المالية الخاصة بالتثبيت، ولكن حين يتم تطبيق القرار على جميع المدرسين فيما عدا معلمي الديانة المسيحية في محافظة الدقهلية فقط فإن هذا يعني جريمه مع سبق الإصرار، وعلى سبيل المثال فإن 57 معلما للديانة المسيحية التابعين للإدارة التعليمية بميت غمر لم يتم تثبيتهم بالرغم من أن مديرية التربية والتعليم بالدقهلية قامت بتثبيت كل المعلمين الذين تنطبق عليهم الشروط ما عداهم، لذلك فإن الأمر لا يصبح من قبيل المصادفة أو الخطأ المتعمد بل هو الإصرار على التمييز حتى لو كان الثمن ضرب قرار الوزير عرض الحائط، ولآن مديرية التربية والتعليم بالدقهلية لا تملك رفض قرار الوزير فقد بحثنا عن هذا “اللهو الخفي” الذي بإمكانه الامتناع عن تنفيذ القرار دون خوف من المساءلة ..!
ولم يكن هذا الجسور المقدام سوي اللواء محسن حفظي محافظ الدقهلية الذي رأي أن في تعذيب معلمي ومعلمات الديانة المسيحية هو من أعمال “الجهاد” في سبيل الله وسيجازي عليه يوم القيامة ..!
معلمات وأمهات لأطفال لا يزيد دخلهن الشهري عن 40 جنيها لأن أجر الحصة الواحدة جنيهن فقط يقل بعد الخصم إلى 160 قرشا ..!
تأملوا الأرقام التي ذكرناها جيدا “لأنها الحقيقة بلا زيادة أو نقصان” ..!
رجل بلا قلب
المعلمة جيكلين جورجي تادرس أم لخمسة أطفال أصيبت بمرض السرطان كانت أمنيتها أن يتم تثبيتها حتى يتم علاجها في التأمين الصحي، إلا أن هذا الموقف الإنساني لم يحرك شعره في ضمير محافظ الدقهلية فرفض تثبيتها بقلب ميت بالرغم من انطباق شروط التثبيت عليها ..!
وفي آخر لقاء معلمات الدين المسيحي بالمحافظ أثبتوا له بالدليل القاطع أن محافظة الشرقية على سبيل المثال قامت بتثبيت معلمي الدين المسيحي … إلا أن محافظ الدقهلية الذي أغلق أبواب قلبه في وجوهن رفض تثبيتهم دون أي مبرر ..!
وبالرغم من علم السيد المحافظ أن معظمهن أمهات وأن أجرهن الذي لا يزيد عن 40 جنيها في الشهر لا يكفي الخبز لأولادهن إلا أن ذلك لم يشفع لهن لديه ..!
قلب قد من حجر أو أكثر قسوة … فماذا نسمي ذلك غير أن هناك من لم يزل في قلبه مرض ولا يعنيه الوطن ولو اشتعل اشتعالا ..!
وقد يبدو هذا الأمر هينا إذا صدر عن أحد من عامة الناس أما أن يصدر عن محافظ مسئول عن إقليم هو الثالث من حيث عدد السكان في مصر فهذا ما لا يمكن السكوت عنه، فمحافظة الدقهلية ليست “عزبة” خاصة لهذا المحافظ لكي يمارس التمييز بين الناس دون مساءلة أو عقاب ..!
فقد حان الوقت لاقتلاع مثل هؤلاء من جذورهم حتى تتطهر مصر من أوزارهم ..!
من جانبنا … فإن أولاد الأرض تري أن ما قام به محافظ الدقهلية من تمييز بين أبناء الوطن الواحد يعد انتهاكا خطيراً لحقوق الإنسان ولقيم المساواة والعدالة والمواطنة … لذلك فإن أولاد الأرض تطالب رئيس مجلس الوزراء بإقالة محافظ الدقهلية وتثبيت معلمي الديانة المسيحية تحقيقا للعدالة والإنسانية ..!
لذا نلمس من سيادتكم المساواه بيننا وبين باقي المحافظات
ولسيادتكم جزيل الشكر
Leave a Reply