صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله
نحييكم بأجمل التحيات فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، و نهديكم أطيب الأمنيات بمناسبة عيد الفطر السعيد أعاده الله عليكم بالخير و اليمن و البركات و بعد ،
لقد عشت في دبي منذ 1980 حتى 2011 و درجتُ في مراحل التعليم الابتدائي و الإعدادي و الثانوي ،فيها تعلمنا -من الابتدائية حتى الدكتوراه – وعلّمْنا ، وفيها ألّفْنا الكتب، وحصدنا الجوائز العلمية ، وربطتنا بأهلها روابط مودة و محبة ، عشت فيها في كنف والدي وأسرتي طالبا متعلما ، وعدت إليها بعد الجامعة أستاذا و معلما ، درَّستُ طلابا كثيرين من الشيوخ و أبنائهم و بناتهم في المدرسة الدولية ، لا أريد أن أمدح نفسي و لا أمتن على أحد ، و لكن أحسب أني أنموذج صادق لعربي مسلم أراد أن يرد شيئا من الجميل لهذه الأرض الطيبة التي ترعرع على ظهرها ، و طعم من خيرها ، و أحب أهلها الطيبين الذين أحبوه و أكرموه .
إن سيرتنا طيبة محمودة ، هذا ما غرسه فينا الوالد رحمه الله الذي كان موجها تربويا، و معلما و مربيا في وزارة التربية و التعليم ، و محفظا للقرآن الكريم ، و مؤلفا و باحثا ، و احتضنته أرض دبي حيا و احتضنت جثمانه وجثمان أخي الأصغر أيضا ميتين . يشهد الله ، ثم الناس و التقارير العلمية والتوجيهية بأننا سعينا جميعا لخير هذه الأرض وخير معاشنا أيضا ، بشرف و صدق ، و نظافة يد ، و طهارة نفس ، و تفانٍ في العمل ، و كفاءة في الأداء ، وحب و إخلاص كبيرين .
قُدّم إلي عَرضٌ أفضل في مدرسة تابعة لسلطة المناطق الحرة ، شأني في ذلك شأن أي إنسان آخر يسعى نحو الأفضل لنفسه ولأولاده فقدمْتُ استقالتي من المدرسة السابقة ، وأصر الموظفون في مدرسة ريبتون على أن ألغي إقامتي من المدرسة – رغم اعتراضي على ذلك – و قالوا: إن تعديل الوضع سيتأخر في الأمن ، وتضيع عليك الإجازة .. وأخرْتُ سفري رغبة في تعديل وضعي و الاطمئنان على حالي قبل السفر، وخوفا من مشاكل ما بعد الإلغاء..
بقيت إقامات أولادي كما هي ، ودفعت لهم تأمين 5000درهم حتى أحافظ لهم على إقاماتهم ، فلما أردت السفرمنعونا عند جوازات المطار من السفر ، وضاعت علينا تذاكر السفر على ( فلاي دبي ) لأنني كنت في حالة تعديل وضع حتى ألغيناها مضطرين .
عقدي معهم في المدرسة بدأ من يوم السبت الماضي 3/ 9 / 2011 و كان المتفق عليه معهم هو القدوم قبل هذا التاريخ يوم 20 / 8 لإنهاء إجراءات إقامتي و البدء في إجراءات إقامة أولادي .
لكنني فوجئت أنهم بعد أن تقدموا بأوراق تأشيرة العمل لاستقدامي جاءهم الرفض من دائرة الهجرة والجنسية و أمن الدولة!
ولا أدري ما سر الرفض في الهجرة الجنسية ؟؟
وما ذنب أسرةِ يتشتت أفرادها ، وعائلة يخسر عائلُها وظيفتَه ومصدر رزقه ؟
وما ذنب أطفال يؤذَوْن في مدارسهم ومستقبلهم ويحرمون من التعليم سنة كاملة ، وينزلون سنة أخرى ؟
هل إبعادي بالحيلولة دون عملي وممتلكاتي في دبي وإيذائي بضرب استقرارأسرتي هو ما يحقق للدولة الأمن والأمان ؟
هل أصبحْتُ بين عشية وضحاها أشكل خطرا على دولة الإمارات و أمنها و استقرارها ؟
هل ما يحدث من ثورات عربية تسببت فيه أنا و أسرتي حتى نؤاخذ بأفعال غيرنا ؟
هل هذا المسلك الذي اتخذه موظف في الأمن داخل دولة الإمارات يرضي أحدا ؟
أعتقد أن الأمر لا يعدو أن يكون خطأَ غير مقصود لا يعبر إطلاقا عن سياسة دولة الإمارات التي عهدناها منذ سنين عديدة .
صاحب السمو رئيس الدولة :
الأمل معقود بعد الله تعالى على خطواتكم و جهودكم المباركة و سعيكم المشكور ( ولأَنْ أسعى في حاجة أخي خير لي من عبادة و قيام ليلة) ( وصنائع المعروف تقي مصارع السوء )
الخير أنتم أهله و دربه ، و إنها لنعمة كبرى أن يكون للناس عندك حاجات لا تقضى بعد الله تعالى إلا من طريقك .
مع خالص شكري وتقديري
By: islam maher omara
Leave a Reply